بحيرة 16 تشرين: لؤلؤة الطبيعة السورية في أحضان الساحل

جدول المحتويات
نظرة شاملة على بحيرة 16 تشرين
تُعد بحيرة 16 تشرين أو البحيرات السبع أو بحيرة مشقيتا أو بحيرة البهلولية، واحدة من أجمل الكنوز الطبيعية الكامنة في سوريا، وتحديدًا في محافظة اللاذقية.
هي بحيرة صناعية متشعبة أقيمت بعد إنشاء سد 16 تشرين على نهر الكبير الشمالي في سوريا بمحافظة اللاذقية، وتُعَدّ ثالث أكبر بحيرة في سوريا.
تقع البحيرة في قرية البهلولية قرب مشقيتا على مسافة 30 كيلومتراً من مدينة اللاذقية. حازت البحيرة اسمها بسبب تشعُّبها الكبير، حيث تبدو من الأعلى وكأنها مقسومة سبعة أجزاء بالجزر والجبال والحواجز الطبيعية الأخرى.
تحيط بشواطئ البحيرة بعض الجبال المكسوة بالأشجار والأحراش، كما تقع في وسطها جزر صغيرة ذات تراب أحمر تغطّيها أشجار الصنوبر والسنديان، وتنتشر على ضفافها الأحراش والأشجار وهي تقع في منطقة شبه جبلية، تمتد بين سهل الساحل السوري وجبال العلويين، وتنتشر فيها غابات من الصنوبر والسنديان، وتكثر فيها معدلات هطول الأمطار بحوالي 1,100 ملليمتر سنوياً.
تم إنشاء السد والبحيرة خلال تسعينيات القرن الماضي، ضمن مشروع استراتيجي يهدف إلى تخزين مياه الأمطار والثلوج وتوليد الطاقة الكهرومائية، إضافة إلى ري آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية في المنطقة الساحلية.
إلا أن هذا المشروع الهندسي تحوّل مع مرور الوقت إلى مقصد سياحي شهير، حيث تشكّلت خلف السد بحيرة ضخمة تغطي مساحات شاسعة، وتحيط بها تلال خضراء وغابات كثيفة وأجواء هادئة تنقل الزائر إلى عالم مختلف تمامًا.
الموقع الجغرافي المتميز وسهولة الوصول
تقع بحيرة 16 تشرين في منطقة البهلولية شمال شرق مدينة اللاذقية، وعلى بعد قرابة 25 إلى 30 كيلومترًا منها، ويمكن الوصول إليها عبر طريق معبد يمر عبر قرى خضراء ووديان ساحرة، مثل طريق كسب – البهلولية، الذي يمنح الزائر تجربة قيادة بمشاهد بانورامية لا تُنسى.
ما يميز هذا الموقع الجغرافي أن البحيرة تقع بين سلاسل جبلية خضراء، مما يجعلها أشبه بلوحة طبيعية تتناغم فيها العناصر الأربعة: الماء، والهواء، والتراب، والنار (عند غروب الشمس أو في المساء في رحلات التخييم).
هذا القرب من المدينة، إلى جانب الطبيعة البكر، يجعل بحيرة 16 تشرين موقعًا يسهل الوصول إليه دون مشقة، ووجهة جذابة لكل من يبحث عن الراحة، التأمل، أو المغامرة.
طبيعة ساحرة وتنوع بيئي فريد
تتمتع بحيرة 16 تشرين ببيئة طبيعية قلّ نظيرها في سوريا. فالموقع يشهد تنوعًا بيولوجيًا غنيًا، سواء على مستوى الغطاء النباتي أو على مستوى الحياة البرية والبحرية.
تمتد الغابات الكثيفة على أطراف البحيرة، وتنتشر فيها أشجار الصنوبر، والسنديان، والغار، والبلوط، إلى جانب أنواع من النباتات البرية التي تنمو تلقائيًا وتشكل مظاهر جمال طبيعي ساحر، لا سيما في فصلي الربيع والخريف.
أما على صعيد الحياة البحرية، فمياه البحيرة تُعد موطنًا لعدد كبير من أنواع الأسماك مثل سمك الكارب والسلور والبوري، والتي تُعد مصدر جذب لهواة الصيد من مختلف أنحاء سوريا.
كما تنتشر على ضفاف البحيرة أنواع مختلفة من الطيور البرية والمهاجرة مثل طائر النورس، والبلشون، والبط البري، مما يجعل من المكان جنةً حقيقية لهواة مراقبة الطيور والتصوير البيئي.
هذه الخصائص تجعل بحيرة 16 تشرين ليست مجرد بحيرة عادية، بل محمية طبيعية تحتضن تنوعًا بيئيًا يستحق الاكتشاف والحماية.
الأنشطة السياحية والترفيهية
لن يشعر الزائر إلى بحيرة 16 تشرين بالملل، إذ تُقدم له البحيرة تجربة ترفيهية متكاملة تمزج بين الهدوء والمغامرة. من أبرز الأنشطة التي يمكن ممارستها هناك:
1. الرحلات بالقوارب
توفر البحيرة تجربة فريدة للرحلات بالقوارب، حيث يمكن استئجار قارب خشبي صغير أو مطاطي والإبحار وسط المياه الهادئة المحاطة بالتلال الخضراء.
خلال هذه الرحلة، يمكن الاقتراب من الجزر الصغيرة التي تتوزع داخل البحيرة، والتمتع بمشهد انعكاس الشمس على صفحة الماء، في مشهد رائع الجمال.
2. التخييم والمبيت
تُعد ضفاف بحيرة 16 تشرين موقعًا مثاليًا للتخييم، حيث يمكن نصب الخيام والاستمتاع بليلة وسط الطبيعة بعيدًا عن الضجيج والتكنولوجيا.
مع غروب الشمس، يتحول المكان إلى لوحة شاعرية يمكن التمتع فيها بأمسيات نار المخيم والنجوم المتلألئة، مما يجعلها تجربة مميزة للعائلات والأصدقاء.
3. المشي والتنزه
لعشاق التنزه والمشي، توفر التلال والمسارات الجبلية المحيطة بالبحيرة فرصًا رائعة لاستكشاف المناظر الطبيعية، وممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة أو الهايكنغ، حيث يمكن التوغل في الغابات واستنشاق الهواء النقي بعيدًا عن ضوضاء المدينة.
4. التصوير الفوتوغرافي
تُعد البحيرة مقصدًا مفضلاً للمصورين المحترفين، حيث توفر المناظر الطبيعية الساحرة من تلال ومياه وغابات، مشاهد مثالية لالتقاط صور لا تُنسى، خاصة في فترات الشروق والغروب أو عندما يغطي الضباب سطح المياه في مشهد أشبه بالخيال.
5. صيد الأسماك
يجد هواة الصيد في البحيرة مكانًا مثاليًا لممارسة هوايتهم بهدوء تام، إذ يمكنهم قضاء ساعات في مراقبة الطُعم وانتظار اللحظة المناسبة، محاطين بسكون الطبيعة الذي يساعد على الاسترخاء والتأمل.
بحيرة 16 تشرين وجهة مثالية للعائلات
ليس فقط المغامرون أو الشباب هم من ينجذبون إلى بحيرة 16 تشرين، بل هي أيضًا وجهة مثالية للعائلات التي تبحث عن مكان آمن وهادئ لقضاء عطلة مختلفة.
يمكن للأطفال اللعب هنا بحرية في المساحات الخضراء، والآباء الجلوس والاستمتاع بالشاي أو إعداد وجبة شواء بسيطة. وفي بعض الأماكن، يمكن العثور على مقاهٍ ومطاعم ريفية تقدم مأكولات محلية ومشروبات ساخنة ضمن أجواء ودودة ومريحة.
القيمة البيئية للبحيرة
إلى جانب أهميتها السياحية، تُعد بحيرة 16 تشرين عنصرًا حيويًا في النظام البيئي المحلي، حيث تساهم في استقرار المناخ، وتنقية الهواء، وتوفير موائل طبيعية للكائنات الحية. كما أنها تمثل مصدرًا مائيًا رئيسيًا لري الأراضي الزراعية في الساحل السوري، وتُستخدم مياهها أيضًا في توليد الطاقة الكهربائية.
من هنا، بدأت بعض المبادرات البيئية والتوعوية التي تهدف إلى الحفاظ على البحيرة والحد من التلوث الناتج عن الزوار العشوائيين. فالحفاظ على هذه الجوهرة الطبيعية مسؤولية جماعية، تتطلب تعاون الجهات الحكومية مع الزوار والمجتمع المحلي.
أفضل أوقات الزيارة
يُفضل زيارة بحيرة 16 تشرين خلال فصل الربيع (أبريل ومايو) أو الخريف (سبتمبر وأكتوبر)، حين تكون درجات الحرارة معتدلة والغطاء النباتي في أوجه.
في هذه الفصول، تزدهر الطبيعة وتصبح البحيرة بأبهى حللها. أما في فصل الصيف، فتُعد البحيرة ملاذًا هادئًا للهروب من حر المدينة، بينما تضفي الأمطار والضباب في فصل الشتاء طابعًا شاعريًا خاصًا على المكان.
مشاريع سياحية قيد التطوير
نظرًا لأهمية دعم الإقبال السياحي على المنطقة، تعمل الجهات المحلية في سوريا بالتعاون مع بعض المستثمرين على تطوير بنى تحتية سياحية في محيط بحيرة 16 تشرين، تشمل منتجعات ريفية بيئية، ومسارات هايكنغ منظمة، ومرافق خدمية مثل المطاعم والنُزل الصغيرة.
تهدف هذه المشاريع إلى تعزيز السياحة الداخلية، وتوفير فرص عمل للسكان المحليين، وإدماج الزوار في تجربة سياحية طبيعية ذات طابع بيئي مستدام.
احجز رحلتك الآن مع سفرك السياحية
إذا كنت تبحث عن ملاذ هادئ، وتوق لتجربة أصيلة تجمع بين الطبيعة، الهدوء، والمغامرة، فإن بحيرة 16 تشرين هي وجهتك المثالية لاكتشاف أجمل ما جادت به الطبيعة في الساحل السوري. ومع سفرك السياحية، المتخصصة بالسياحة في سوريا، نوفر لك تجربة استثنائية تشمل كل ما تحتاجه لرحلة مخدومة ومتكاملة.
نقدّم لعملائنا خدمات حجز سيارات حديثة مع سائقين محترفين، وتنظيم جولات استكشافية وسط الطبيعة، مع دليل سياحي متخصص يعرّفك على أسرار المنطقة، وإمكانية حجز برامج عائلية أو رحلات جماعية بأسعار منافسة، لتجربة سياحية مميزة تعيد لك صفاء الذهن وسكينة الروح.
تحرير: سفرك السياحية©
خدمات سياحية مميزة
نقدم لكم أفضل الخدمات السياحية بأعلى معايير الجودة والرفاهية مع متابعة على مدار 24 ساعة
حجوزات طيران
برامج سياحية
فنادق ومنتجعات
حجز سيارة
رحلات جماعية
خدمات رجال الأعمال
اشترك في قائمتنا البريدية
احصل على آخر التحديثات من سفرك